بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
في هذه الأية العضيمة اعلان عالمي با المساواة المطلقه بين الناس، فا الناس متساوون في القيمة الإنسانية،ولا يتفاضلون عند الله إلابا التقوى،ومما يؤكد هذا المعني،وأي المساواة با القيمة الإةسانية هو قول رسول الله صل الله عليه وأله وسلم الناس سواسية كأسنان المشط "،فا الناس جميعا.وليس المسلمون وحدهم ،هم متساوون مساواة تامة ، وبما أن التفاضل با التقوىحسب النص القرآني ،فيعني أنهم متساوون في القيمة الإنسانية.
ومم يؤكد شمول المساواة لكل الناس وليس للمسلمين وحدهم دون بقية الناس ،قول أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب سيد الوصين أمام المتقين عليه السلام (اعلم أن الناس منك أحد أثنين، أما أخ لك في الدين أو نضير لك في الخلق ")
إذن قسم الناس شطرين الأخ في الدين ،وأولئك الذين يخالفونك في الدين والمعتقد فلئن كان الذين علي دينك إخونا لك ، فإن الذين ليسوا يشاطرونك معتقدهم هم نضراء لك في الخلق أي مساوون لك في القيمة الإنسانيه ،ومساوون لك في
كونهم بشرا .
وفي هذه النصوص الرائعة تتجلي عضمة الإسلام كدين عالمي وكنظام يصلح الرجوع إليه علي الصعيد الأممي، لينظم علاقات الأمم ويضبظ السلوك الأممي ، حيث أن القيم فيه هي قيم شاملة لكل الخلق وليس فقط للمسلمين خلافا لما عليه الحال في الغرب الذي يتكلم عن حقوق الأنسان في المستوىالنضري،
لكن عندما يأتي الأمر إلي التطبيق العملي والسلوك فإننا نجد أن تلك الحقوق لا تعني لديه إلا الأعرق الغربيه وعندما يأتي الأمر الي الشعوب المسلمه والمستضعفه فإن شرعة حقوق الإنسان تصبح منسية كما يحصل يوميا في فلسطين وسوريا والعراق والمملكة العربيه السعوديه وغيرهم من دول المسلمين إن هذه النصوص ذات المستوىالأخلاقي الرفيع والتي تؤكد المساواة التامة. بين بني البشر ، بغض النضر عن الانتماء العقائدي أو العرقي يترتب عليها أمور في غاية الأهمية ،لعل أهمها أن الناس متساوون في الحقوق الأنسانية الفطرية،التي في جملتها ومن أهمها الحرية والحق في العدل
والحق في العيش الأمن علي
النفس والمال والشرف.
هذه هي روح الشريعة المقدسة ، وكل من يفهم العربية لايستطيع أن يرد هذا المعني الذي ذهبنا إليه لهذه النصوص العضيمة .
بل إن روح الشريعة تذهب في السمو الأخلاقي والتعالي الإنساني أعلي من هذا المستوي ،تذهب أبعد من الاعتراف با الحرية والعدالة والحق با العيش الأمن لكل الناس تذهب إلي مستوي الرحمة والإحسان والتسامح والمحبة والتعايش المسالم الأمن
المسلم أخ المسلم
فلقد وصف تعالي نفسه با الرحمن
لشمول رحمته لكافة الخلائق حتي غير البشر من الحيونات والجمادات ،
لكل الموجودات ووصف نفسه بعد ذلك با الرحيم،ليطمئن قلوب المؤمنين
أن لهم من الله رحمة خاصة إلي جانب الرحمة العامةالشاملة لكل الخلائق.
ومن كان يشك في هذا المعني فليسمع قوله عز وجل في سورة الفاتحه (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ) فا الله عز وجل وصف نفسه بأنه رب العالمين جميعا،
وليس فقط رب المسلمين ،وأنه الرحمن الذي شملت رحمته كل خلقه ،وهذا يناقض العقائد التلموديه التي تؤمن بأن الله رب إسرائيل وحدها دون الخلائق، وأن رحمته تخصهم وحدهم ،وأن الخلائق الأخرين من البشر هم أشباه بشر ،خلقوا أشباه ليكونو ا لهم عبيدا ،وأن حياتهم ومالهم وعرضهم غير محترم ،لذلك توصي التلمود اتباعها بأنهم إذاوجدوا من ليس منهم في حفرة فلا يحق لهم أخراجه منها ،بل يجب عليهم ردمها عليه ،وفي هذا منتهي العنصريه العدوانية التي لا تقبل أن تري من يخالفها في العرق والمعتقد . أما في الإسلام ، الله عز وجل هو رب كل الخلائق ، هو خلقهم وهم جميعا في عنايته لذلك هو ربهم ، وفي رحمته لذلك هو الرحمن ذو الرحمة الشاملة.
ومما يؤكد هذا المعني الشامل قوله تعالي( وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ )فا الحيونات كلها ،وكل داب علي الأرض او طائر في السماء ، هم في نظر الله وعنايته،فهم في كتاب مبين إن هذه القيم السامية في الإسلام التي تدخل في صلب العقيدة القرآنية يجب أن يترتب عليها تميز في سلوك المسلم حيال الأخرين افرادأوجماعات ، هذا إذا كان يتفاعل مع عقيدته تفاعلا صحيحا. فإذا كان الله تعالي قد شمل في ربوبيته الناس والخلائق جميعا بغض النظر عن الدين والعرق وجعلهم جميعا تحت خيمة رحمته ،وساوى بينهم في القيمة الإنسانية ،والحقوق الفطريه ولا سيما الحق في الحرية والعدل والعيش الأمن ، فكيف مع هذا يخول أحدنا لنفسه عند الاقتدار أن يروع أو يعتدي أو يظلم عبد من
عبيد الله ؟الا يكون في ذلك تناقض مع روح القرآن وضمير الشريعة .
(ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ )
كيف يخول مسلم لنفسه أن يقتل الناس الأبرياء الغافلين لأي ديانة انتسبوا،والأطفال والنساء والشيوخ والعحزة في وقت لم يرفعوا سلاحا في وجهه يقاتلونه به؟
ألا يكون ذلك ردا علي الله عز وجل.
فكيف إذا كان ذلك القتل موجها إلي فئة من المسلمين آمنت با الله ورسوله والقرآن الكريم والنبين والملائكة والكتب واليوم الأخر ،والصلاة والزكاة والحج والصيام في رمضان ،وحرمت ما حرم الله ورسوله؟ اليس هذا مما يثير العجب؟أليس مما يثير الارتياب ؟
كيف يكون هذا. وأي عذر واهي يبتكرونه لنفسهم بينما الشريعة الإلهية المقدسة التي بعث الله تعالي بها محمدا صل الله عليه وأله وسلم إلي الناس كافة قد سنت قواعد أممية لتحكم علاقات البشر فيما بينهم افرادا وأمما ،بغض النظر عن مذاهبهم واديانهم ،ومن أهمهاأن جعلت النفس البشريه محرمة بغض النظر عن انتمائها ، فقال تعالي :
( مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ )ومن وجهة نظر الأمة الإسلامية أن النفس تقتل مقابل النفس أو الفساد. في الأرض اي محاربة الله ورسوله بمحاربة شهادة أن لا إليه الا الله وأن محمد رسول الله ، هذا خلافا للخطأ القاتل الذي يقع فيه قلة من المسلمين في المسارعة ألي اتهام بعض من خالفهم الرأي با الفساد في الأرض فيستحلون دمائهم ،فذاك الدين بهتان وجريمة بحق الإسلام ،تقويض شروط الأمن الذي يريد الله تعالي أن يوفره للأمةالأسلامية بهذه التشريعات السامية في سلم التطور المجتمعي البشري .
فانضر كيف أطلق تعالي عبارة النفس بغير قيد يقيدها من دين أو لو أو عرق ، مما يؤودي معنى إنسانيا أخلاقياساميا هو أن النفس الانسانية محرمة في المطلق بغضرالنظر عن دينها أو لو نها أو عرقها.
هذا وأن الله عز وجل أخبرنا في كتابه الكريم با الحقيقه الموضوعية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق